"بدي ماما !! يا ماما_وينك!" صرخات أطلقها أطفال
"دوما" بعد غارة جوية روسية خلفت 50 قتيلا وعشرات الجرحى كما يظهرون على
فيديو تداوله النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد دمار بلدتهم ليضحي
منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر منازعا الموت، والبقية القليلة مشردين
يبحثون عن ذويهم منتحبين بعد أن تقطعت أوصالهم وتهدجت أصواتهم حتى أنهم لم
يقدروا على مناداتهم.
كثف الطيران الروسي، اليوم الأحد، ضرباته الجوية ضد
ما زعمت موسكو أنه معاقل لتنظيم "داعش" الإرهابي ودك الطيران المعتدي مدارس
ومنازل الأطفال السوريين بدلا من أن يستهدف الإرهاب الحقيقي على أرضهم،
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعرض أطفال سوريا لحزمة من الجرائم المريعة،
وهذا هو حالهم يوميا، حسب الأمم المتحدة، التي وضعت منتهكيها من طرفي
النزاع على قوائم العار والعقوبات الدولية، في حال تم إثبات التهم التي
توجه إليهم.
ويدفع أطفال سوريا كل يوم، فاتورة الحرب الدائرة في
بلادهم، دون أدنى ذنب منهم، تحولت بلادهم إلى جحيم، فحجم الخراب والدمار
يزداد وأعداد الضحايا بالمجمل تتضاعف، إذا كان الحديث عن الأطفال والظروف
القاسية التي لا مناص من أن يحيوا في ظلها.
وقد شملت سجلات القتل الموثقة أكثر من 3 آلاف طفل منذ
شهر مارس من العام الماضي، ما يعني أن كل يوم جديد يمثل نهاية حياة 4
أطفال سوريين، وهو معدل ماض في ارتفاع مع تصاعد وتيرة القتل وتنوع أساليبه
من القنص إلى القصف والرصاص والسيارات المفخخة.
ويعد القتل واحدا من ستة جرائم تفتك بأطفال سوريا
الذين يعانون التجنيد والتشويه والاعتداءات عليهم، والاعتداء على المدارس
والمستشفيات والاختطاف ومنع وصول الإغاثة إلى المناطق التي يوجدون فيها.
كما يعتبر اللجوء رحلة شقاء أخرى لا تخلو من المتاعب
والمخاطر، يجر فيها الطفل السوري الذي أسعفته الحياة في الفرار من الموت،
حيث يوجد 600 ألف طفل في الملاجئ أغلبهم وصلوا بمفردهم دون أمهاتهم أو
أبائهم.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق