![]() |
| محمد رمضان في حفل الساحل الكارثي |
في أمسية صيفية كان يُنتظر أن تكون واحدة من أكثر ليالي الساحل الشمالي صخبًا وتألقًا، اجتمع الآلاف من جمهور الفنان محمد رمضان في بورتو مارينا، ضمن فعاليات مهرجان "بورتو بيتس"، استعدادًا لحفل استعراضي حاشد. لكن الحماس الذي ملأ الأجواء تحوّل فجأة إلى صدمة جماعية، حين دوى انفجار مدوٍّ على المسرح، ليترك خلفه ضحايا ودموع، وتساؤلات لا تنتهي.
🔥 لحظة الانفجار.. من عرض ناري إلى كارثة بشرية
في اللحظات الأولى لصعود محمد رمضان إلى المسرح، وبينما كانت المؤثرات البصرية تضيء السماء وتلهب الحماس، وقع انفجار ضخم بالقرب من منصة الألعاب النارية. كانت الصدمة واضحة على وجوه الحاضرين، الذين لم يدركوا ما يحدث إلا حين اندفعت الشظايا في الهواء، وتحوّل المشهد إلى فوضى عارمة.
الانفجار أسفر عن وفاة الشاب حسام حسن عبد القوي (23 عامًا)، الذي كان ضمن الفريق الفني المكلّف بتشغيل أجهزة الفاير شو. كما أُصيب ستة آخرون بجروح متفاوتة، نُقلوا جميعًا إلى مستشفى العلمين النموذجي لتلقي العلاج، بينهم عناصر من طاقم التأمين ومن الحضور.
🎤 رمضان يوقف الحفل.. وينزل إلى الجمهور
ردة فعل محمد رمضان كانت سريعة. أوقف الحفل فورًا، وأسقط المايك من يده، قبل أن يهرع إلى موقع الحادث بين الجمهور والمصابين. وطلب من الجمهور المغادرة بهدوء، قائلًا بصوت مضطرب:
"مش همشي غير لما أتأكد إن كل الناس خرجت بخير.. إحنا أهم حاجة عندنا أرواح الناس".
المطرب الشهير رفض مغادرة المكان، ورافق المصابين حتى لحظة وصول سيارات الإسعاف، في مشهد مؤثر رصده الحضور وشهود العيان. لاحقًا، توجّه بسيارته إلى المستشفى لمتابعة الحالة الصحية للمصابين شخصيًا.
💬 تصريح مثير من محمد رمضان: "محاولة اغتيال مكتملة الأركان"
في الساعات الأولى التي تلت الحادث، فاجأ الفنان محمد رمضان جمهوره بمنشور رسمي عبر صفحته على "فيسبوك"، وصف فيه ما حدث بـ "محاولة اغتيال"، قائلًا:
"تم إنهاء الحفلة قبل منتصفها بسبب تفجير على المسرح بجواري بالضبط، وأثره في أذني حتى الآن، بسبب هذا التفجير حدثت وفاة لعامل وإصابة 2 شباب في حالة خطرة.. محاولة اغتيال مكتملة الأركان."
هذا التصريح صدم متابعيه وأشعل منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره البعض تصعيدًا دراميًا غير مبرر، بينما رأى آخرون أنه رد فعل طبيعي تحت تأثير الصدمة والخطر. وانقسمت الآراء ما بين منتقد للصياغة ومشكك في وجود "نية اغتيال"، وبين متعاطف مع الفنان الذي وجد نفسه في قلب انفجار حقيقي أمام آلاف الجماهير.
لكن اللافت، أن رمضان قام لاحقًا بحذف المنشور بالكامل، دون أي توضيح أو اعتذار، مما زاد من علامات الاستفهام حول دوافع التصريح، وحقيقة ما إذا كان هناك تهديد مقصود، أم أنه انفعال لحظي خرج عن السيطرة الإعلامية.
💬 تصريح مثير ثم حذف مفاجئ
ساعات بعد الحادث، نشر رمضان منشورًا عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، قال فيه:
"تم إنهاء الحفلة قبل منتصفها بسبب تفجير على المسرح بجواري بالضبط وأثره في أذني حتى الآن، بسبب هذا التفجير حدثت وفاة لعامل وإصابة 2 شباب في حالة خطرة.. محاولة اغتيال مكتملة الأركان".
الكلمات أثارت موجة جدل واسعة على مواقع التواصل، خصوصًا استخدامه لعبارة "محاولة اغتيال"، التي اعتبرها البعض مبالغة أو محاولة لتأطير الحادث بطابع درامي سياسي. ومع تصاعد الانتقادات، فُوجئ المتابعون بحذف المنشور دون أي تفسير، مما زاد الغموض حول موقف رمضان من الحادث.
📢 منظم الحفل يرد: "المنظم مش مسؤول عن خطأ غيره"
في المقابل، نفى منظم الحفل ياسر الحريري مسؤوليته عن الحادث، مؤكدًا أن الشركة المسؤولة عن الألعاب النارية كانت تمتلك جميع التصاريح القانونية، وأن الخلل حدث خلال التشغيل وليس التنظيم، وقال عبر حسابه:
"المنظم ما يكونش هو المسؤول عن أخطاء الغير، خصوصًا إننا مشغّلين بتاع الفاير وهو جايب كل تصاريحه... بس المنظم يلبس؟! خير إن شاء الله".
كشف المصور محمد زاهر، الذي وثّق حفل الفنان محمد رمضان في الساحل الشمالي مساء أمس، عن تفاصيل مأساوية تتعلق بوفاة أحد منظمي الحفل، إثر انفجار إحدى الألعاب النارية خلال الفعالية، مما أسفر أيضًا عن إصابة ستة أشخاص آخرين.
![]() |
| محمد رمضان مع منظم الحفل |
الضحية حضن أنبوبة الهواء
وفي تصريح نشره أحد المواقع الإخبارية عن الحادث، أوضح زاهر أن الشاب محمد حسن، أحد أفراد فريق التنظيم، لقي حتفه بعدما احتضن أنبوبة الهواء التي كانت على وشك الانفجار، في محاولة منه لتقليل الأضرار وحماية من حوله. وقال: "اللي اتوفى حضن أنبوبة الهوا علشان يبعدها، كانت ممكن تصيب عدد أكبر. هو فعليًا ضحّى بنفسه وتلقى الانفجار بجسده مباشرة."
وأضاف أن محمد حسن كان يعمل كفني مختص بتشغيل الأسطوانات المستخدمة في الألعاب النارية، وأن ما قام به أنقذ العديد من الأرواح، لاسيما في ظل وجود جمهور كبير.
وأشار إلى أن الشركة المسؤولة عن تجهيزات الفاير شو – والتي يفضلها رمضان مؤخرًا – تتبع إجراءات أمان صارمة، إلا أنها غير مسؤولة عن التنظيم العام للحفل.
وأكد زاهر أن إجراءات السلامة التي تم اتخاذها، مثل عزل الجمهور عن المسرح بمسافتين متتاليتين من الحواجز المرتفعة، حالت دون وقوع كارثة أكبر، إذ ساعدت على احتواء أثر الانفجار ومنعت وصوله إلى الجمهور القريب من المسرح.
🕵️♂️ تحقيقات مكثفة ومصير غامض
النيابة العامة سارعت إلى فتح تحقيق عاجل، حيث تم التحفظ على جميع معدات المسرح، واستدعاء فريق التنظيم والفنيين المسؤولين عن الألعاب النارية لسماع أقوالهم. لا تزال التحقيقات جارية، فيما ينتظر الجمهور بيانًا رسميًا يوضح سبب الانفجار، ومسؤولية كل طرف في هذه المأساة.
🚨 أسماء المصابين وتفاصيل حالتهم
الحادث أدى إلى وفاة الشاب حسام حسن، بينما أُصيب كل من:
عبد اللاه علي حمدي (20 عامًا): اشتباه نزيف في المخ
زين عاطف زين (24 عامًا)
عصام أحمد علي (21 عامًا)
محمد خالد سعد (25 عامًا)
عبد الرحمن حسام (15 عامًا)
عبد الله حمد عبد الله (18 عامًا)
وتنوّعت الإصابات بين حروق وجروح في مختلف أنحاء الجسم، فيما أكدت مصادر طبية أن بعضهم في حالة حرجة.
🎆 بين الصدمة والتساؤلات.. هل يتكرر المشهد؟
تُعد هذه الواقعة هي الأولى من نوعها في مسيرة حفلات محمد رمضان، المعروف بعروضه المبهرة والتي غالبًا ما تتضمن مؤثرات نارية ضخمة. إلا أن هذا الحادث طرح تساؤلات حول معايير الأمان في الفعاليات الفنية بالساحل الشمالي، ومدى جاهزية الفرق الفنية لمواجهة طوارئ من هذا النوع.
وسط حالة من الحزن والغضب، يبقى السؤال المطروح:
هل كان بالإمكان تفادي هذه الفاجعة؟
وإلى متى تبقى جماهير الفن ضحية لثغرات التنظيم وخلل الأجهزة؟
التحقيقات ستكشف الحقيقة، لكن الذكرى ستبقى محفورة في أذهان الجميع: ليلةٌ كان من المفترض أن تكون "أسطورية"... فتحوّلت إلى "مأساوية".








ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق