![]() |
فيلم حياة الماعز |
"الفيلم لا يقصد الاساءة لأي بلد أو شعب أو مجتمع او عرق " هذه الجملة التي بدأ بها الفيلم الهندي الذي اثار الجدل والصخب داخل المجتمعات الخليجية خصوصا في المملكة العربية السعودية
الجملة الاستهلالية التي وضعها مخرج الفيلم الهندي بليسي إيبي توماس لم تساعد في تقليل حدة الهجوم الموجه ضد فيلم حياة الماعز لاسيما بعد ترجمته وإتاحته على منصة نتفلكس ما أثار الجدل حول العمل واتهمته بعض الآراء بقصد تشويه المملكة العربية السعودية
لكن في حقيقة الأمر الفيلم يفضح مساوئ نظام الكفيل ويعري حقيقة استغلال البعض لحاجة الوافدين الاجانب خصوصا من دول شرق اسيا ممن بقدمون للعمل في دول الخليج لتحسين مستوى معيشتهم ولكن الكفلاء يعمدون إلى تشغيلهم بالسخرة في أعمال شاقة ومؤذية دون أجر ولا طعام ولا ماء ولا أدنى معاملة حسنة يعتبرونهم عبيد دون اي حق في رحمة أو شفقة ولا أدنى حق في الحياة
فيلم حياة الماعز يدور حول شخصية "نجيب" العامل الهندي من ولاية كيرلا في جنوب الهند رهن منزله وباع ممتلكاته بمبلغ 55 الف روبية ما يعادل 650 دولار امريكي ليحصل على تأشيرة عمل في إحدى الشركات داخل المملكة العربية السعودية
ليترك زوجته الحبلى من أجل مطاردة حلم تحقيق حياة افضل من خلال العمل مساعد في احدى الشركات
وتبدأ حكاية فيلم حياة الماعز بعد وصول نجيب برفقة صديقه حكيم إلى مطار جدة في المملكة ويتأخر كفيلهم الأصلي بالوصول إلى المطار لعدة ساعات ويتركهم للمجهول بعد استقدامهم دون المجئ وبسبب بساطتهم وعدم تمكنهم من اللغة العربية
وعدم اجادة اي لغة أخرى الا اللغة الماليالامية ويستغل الفرصة شخص سعودي صارم قاسي الطباع وعنيف المعاملة يوهمهما بأنه الكفيل ثم يأخذهم معه نحو الصحراء القاحلة
ويصطحب السعودي الخاطف حكيم الى مزرعة أحد اصدقائه ويأخذ نجيب إلى مزرعته
يفاجئ نجيب عند وصوله بوجود عامل هندي مسنّ رَث الحال يظهر أنه تعرّض سابقًا لنفس سيناريو العذاب على يد كفيله الظالم وعندما يعترض نجيب على العمل بحجة أنه مخالف لما دون في العقد الذي وقعه في بلاده
يفاجأ نجيب في فيلم حياة الماعز بمعاملة كفيله القاسية ويدرك أنه سيلاقي نفس مصير الهندي العجوز الذي بدد عمره في الصحراء في خدمة السعودي دون طائل
ويحاول نجيب الهروب لكن محاولته تبوأ بالفشل بعد اعتراض خاطفه له وكسره لقدمه
بعد اصابته بطلق ناري من بندقيته وضربه عليها حتى يعجز نجيب عن المشي
وتمضي ثلاثة أعوام ويتحوّل فيها حال نجيب ويتبدل ويتغيّر شكله ومظهره وتذوب ملامحه ويتأثر ذهنه وقدرته على الكلام بعد صدمة تعرّضه لمعاملة قاسية وصارمة وحياة صعبة ودونية على يد خاطفه ويعيش راعيا لقطيع من الماعز يأكل معهم وينام بل أصبح ايضا يصدر أصواتا مصثل أصواتهم
وتكمن المفاجأة الاكبر عندما يعثر نجيب على العامل الذي قابله جثة هامدة ملقاة في قلب الصحراء تنهش النسور من جسده
ويلتقي نجيب بصديقه حكيم الذي يعيش ذات الحال مصادفًة في الصحراء وبرفقته شخص آخر ذي أصول إفريقية يُدعى إبراهيم من الممكن أن يساعدهم بالهروب
وفي رحلة الهرب يعانون ثلاثتهم مشقة وأهوال الصحراء ويموت حكيم من الحر والعطش والتعب ويختفى الشاب الإفريقي بعد عاصفة رملية، ليجد نجيب نفسه وحيدا
ويصل أخيرا نجيب إلى الطريق وهو في حالة إعياء شديدة ويوشك على الهلاك.
وبعد محاولات لطلب النجدة يتوقف له شخص كريم ويصطحبه معه إلى المدينة ويوصله إلى المسجد وهناك يلتقطه بعض العمال الهنود لأحد الفنادق وينقذوا حياته
ويقع نجيب في قبضة السلطات السعودية اثناء محاولة عودته الى بلاده حيث يذهب للابلاغ عن حالته فتطبق عليه السلطات إجراء التعامل مع العمال مجهولي الحال ويعرف امكانية اعادته لكفيله المزعوم باكتشاف هروبه
ويُصاب نجيب بالذعر الشديد عند رؤية خاطفه الذي يخبره أخيرًا أنه لو كان على كفالته لأعاده للصحراء مرة أخرى وهنا يدرك أنه كان مخطوفًا وهذا الرجل الصارم ليس كفيله وبعد قضاء ثلاثة أشهر في السجن يتم ترحيله إلى الهند
ويُختتم الفيلم بتوضيح أن ما حدث لنجيب ليس حالة فردية بل تجربة شبيهة مرّ بها الآلاف من العمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق