لحظة تعامل السياح مع عشرات المهاجرين واحتجازهم بعد وصولهم المفاجئ إلى شاطئ إسباني مكتظ بالمصطافين |
عند الساعة الثانية بعد الظهر تقريبًا، التُقطت مشاهد مصورة للقارب وهو يقترب ببطء غير معتاد من الشاطئ، قبل أن يبدأ ركابه بالقفز إلى المياه والسباحة باتجاه الساحل. أحد الشهود ويدعى ألبرتو غارسيا، وهو صاحب مطعم محلي، قال لصحيفة Ideal الإسبانية:
"كنا جميعًا واقفين نراقب، غير مدركين تمامًا لما يحدث. في البداية ظننا أنه قارب ترفيهي، لكن عندما بدأوا برمي أشياء في الماء وشرع الأشخاص في القفز، فهمنا أن الأمر غير طبيعي."
وأضاف غارسيا: "ما أثار استغرابنا أكثر أن القارب كان يتحرك ببطء شديد، وكأنهم غير مستعجلين أو خائفين، بل اقتربوا من أكثر المناطق ازدحامًا بالمصطافين، وتوقفوا على بعد خمسة أمتار فقط من الشاطئ. بعد ذلك، قفزوا واحدًا تلو الآخر، فيما بقي أربعة منهم على متن القارب، بعضهم كان ملثمًا، وغادروا بهدوء."
وبحسب الشهود، فقد بلغ عدد الذين نزلوا من القارب نحو 13 شابًا، حاول بعضهم الهروب عبر الشاطئ، فيما سعى آخرون للاختباء بين المصطافين. إلا أن بعض السياح تدخلوا وتمكنوا من الإمساك بعدد منهم، وظهر أحدهم في مقطع فيديو وهو يثبت مهاجرًا على الأرض وهو يرتدي فقط ملابس السباحة.
الشرطة المحلية في كاستيل دي فيرو أكدت أن رجال الإنقاذ كانوا أول من لاحظ الوضع وأبلغ السلطات، مشيرة إلى أنه تم إلقاء القبض على أحد المهاجرين في أحد الشوارع، فيما ساعدت في تحديد هوية اثنين آخرين. أما قوات الحرس المدني الإسباني، فقد تمكنت من توقيف تسعة أشخاص.
هذا الحادث ليس الأول من نوعه، ففي الأسابيع الأخيرة، تم إنقاذ مهاجر آخر كان يحاول عبور مضيق جبل طارق مستخدمًا عوامة وزعانف، حيث تم العثور عليه من قبل طاقم يخت سياحي على بعد نحو 12 ميلًا من سواحل مدينة مالقة.
ويظهر في أحد المقاطع المصورة أحد أفراد الطاقم وهو يقول: "لقد رأينا شخصًا في البحر، نستعد لانتشاله"، قبل أن يلقوا له حبلاً ويقوموا بسحبه إلى داخل القارب، حيث ظهر مرهقًا ويكاد لا يتحرك. وقد قدم له الطاقم الماء والغذاء وملابس جافة قبل أن يتم تسليمه للسلطات في ميناء مالقة.
وبحسب بيانات رسمية، فإن إسبانيا شهدت في عام 2024 رقمًا قياسيًا في عدد المهاجرين الوافدين بحرًا بشكل غير قانوني، حيث تجاوز عددهم 61 ألف شخص.
كما أفادت منظمة Caminando Fronteras بأن نحو 2000 مهاجر لقوا حتفهم أو فُقدوا أثناء محاولتهم عبور البحر نحو إسبانيا خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، من بينهم 112 امرأة و342 طفلًا. وأشارت المنظمة إلى أن 38 قاربًا اختفى تمامًا بكل من كانوا على متنه، فيما اعتُبر الطريق البحري نحو جزر الكناري الأكثر دموية بين جميع المسارات.
هذه الوقائع تسلط الضوء مجددًا على الأزمة المتفاقمة للهجرة غير النظامية في البحر المتوسط، والتحديات الإنسانية والأمنية التي تفرضها على الدول الأوروبية والمهاجرين على حد سواء.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق