مافيا تنصب على 6 ملايين مصري وتجمع 5 مليارات جنيه .. الضحايا وقعوا فريسة لتطبيق وهمي وفلوسهم اتهربت للخارج

مافيا دولية تنصب على 6 ملايين مصري


حلم الثراء السريع هو الفخ الذي يوقع الكثير من المصريين ضحية للنصابين لاسيما مع تطور وسائل النصب خصوصا في عصر التكنولوجيا .. 

واستغلت مافيا دولية نهم الناس من أجل تحقيق ثروات هائلة ومن خلال تطبيق إلكتروني بسيط جدا جمعوا من مصر وحدها ما بين 3 الى 5 مليارات جنيه، ضحاياها 6 ملايين من مصر فقط، وبالبحث تم الكشف عن ان الفخ الذي وقع فيه المصريين ضحية وقع فيه العديد من مواطني دول اخرى ايضا 

تطبيق الرمال البيضاء - وايت ساندز

كشف احد المواقع الالكترونية المصرية تفاصيل الواقعة على لسان المحامي محمد العزالي، خلال مقابلة مصورة حيث قال إن تطبيق الرمال البيضاء أو وايت ساندز  Whitesands، أقنع مجموعة كبيرة من المشتركين بأنه طريقهم إلى تحقيق أرباح كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة، ويعتمد على تنفيذ مجموعة مهام يومية، مثل التفاعل بـ إعجاب لفيديو على فيسبوك أو إعجاب لفيديو على يوتيوب، أو دعوة بعض الأصدقاء للاشتراك بالتطبيق، مقابل عمولة تتراوح بين 15 و5%. 

ويتمكن المشتركون من إيداع وسحب الأموال عبر المحفظة الإلكترونية لإحدى شركات المحمول، ويتيح البرنامج للمواطنين الاشتراك في مجموعة باقات مختلفة، تبدأ من 300 جنيه وصولا إلى 30 ألف جنيه، ليحقق المشترك - وفقا لمزاعم التطبيق - 312 جنيهًا لباقة 300 جنيه، و44 ألف جنيه لباقة 30 ألف جنيه. 

طريقتين للربح

وأضاف العزالي إن التطبيق بدأ عمله في مصر منتصف أكتوبر 2021، ويعتمد على طريقتين للربح: الأولى نظام الشجرة العمودي وفيه يحصل كل مشترك على نسبة 15% من قيمة اشتراك كل عضو جديد، ويحصل على نسبة 5% من قيمة اشتراك جميع المشتركين الباقين، والطريقة الثانية هي إتمام المهمات اليومية، وتشمل مشاهدة وتنزيل مجموعة فيديوهات على قنوات يوتيوب أو صفحات فيسبوك. 

وقالت إحدى ضحايا عملية النصب وتدعى سهام، إنها تعرفت على التطبيق عن طريق صديقة لها، دعتها للاشتراك لأنه مربح جدا، فإذا اشتركت في باقة سنوية قيمتها 6 آلاف جنيه يمكنها أن تربح 7900 جنيه شهريا، فاعتقدت سهام أن هذا التطبيق هو طوق النجاة الذي سيمكنها من إجراء الجراحة لابنتها، لكن أحلامها تبددت سريعا، بعدما توقف التطبيق فجأة، فور نجاحه في جمع ما بين 3-5 مليارات جنيه من 6 ملايين مشترك داخل مصر، وفقا لما أعلنه العاملون بالتطبيق قبل توقفه عن العمل بأيام.

عملات رقمية مشفرة مهربة للخارج

وأشارت إلى أن التطبيق قام بتحويل الأموال إلى عملات رقمية مشفرة وتهريبها للخارج، مستخدمين محافظ رقمية لإحدى شركات المحمول الكبرى في مصر، ليصبح التطبيق بذلك أول قضية نصب إلكتروني متكاملة الأركان في مصر.

ونوهت بأن تطبيق الرمال البيضاء أو وايت ساندز في مصر، هو نفسه تطبيق Super Likee في اليمن الذي أغلق قبل شهور، وهو نفسه تطبيق جولدن فليس Golden Fleece في إيطاليا، وهولندا، إضافة إلى دول أخرى، ورغم اختلاف مسميات التطبيق في كل دولة، إلا أن منهجية العمل واحدة في الدول التي ذكرناها سابقا، فطريقة الربح، وقيمة الباقات هي نفسها، إضافة إلى هيكل التطبيق وصور الصفحات والواجهات التي تفتح للمشترك، تتطابق تماما في الدول السابق ذكرها.

وقال مديرو التطبيق إن تطبيق وايت ساندز تابع لشركة أمريكية تسمى Omnicom، وتتيح حلول تسويقية بما في ذلك الإعلان عن العلامة التجارية وإدارة علاقات العملاء، والتخطيط الإعلامي، وغيرها من الخدمات. أرسلنا بريدا إلكترونيا إلى الشركة الأمريكية لسؤالها عن حقيقة تبعية التطبيق لها، ولم ترد عليه حتى لحظة نشر هذا التحقيق.

عملية نصب كاملة

وبدأ التطبيق عمله في مصر، منتصف أكتوبر 2021، وعهدوا إلى يوتيوبر متخصص في إعداد فيديوهات عن التكنولوجيا والتطبيقات وغيرها ودفعت لها فتاة تدعى "حفصة" أموالا حتى يُعد فيديو عن التطبيق يشرح فيه آلية الربح للجمهور، وبعدها نظم التطبيق فاعلية في إحدى كافيهات وسط البلد بمحافظة القاهرة، لشرح وتعريف الجمهور بآلية عمل التطبيق وكيفية الربح منه. 

اعتمد التطبيق آلية لجذب المشتركين ليدفعوا أموالهم دون تردد، تقول نهي عبدالعال (24 عاما)، إحدى ضحايا التطبيق بمحافظة الإسكندرية، إنها لم تصدق أن التطبيق سيوفر لها ربحا، لكنها رأت ابن خالتها اشترك وسحب أموالا بالفعل، وربح مبلغا أكبر من الذي دفعه، ما شجعها هي ووالدتها ووالدها للانضمام إلى التطبيق، واشتركوا بمبلغ كبير أملا في تحقيق ربح، لكن التطبيق أغلق قبل أن يستردوا حقهم. 

نظام الشجرة العمودي

وقال محمد الحديدي 28 عاما، أحد ضحايا التطبيق بمحافظة القليوبية، إن تطبيق الرمال البيضاء بدأ عمله في مصر منتصف أكتوبر 2021، وادعى مديري التطبيق أنه تابع لشركة أمريكية كبرى تسمى Omnicom اومنيكوم، ويعتمد على طريقتين للربح: "الأولى نظام الشجرة العمودي وفيه يحصل كل مشترك على نسبة 15% من قيمة اشتراك كل عضو جديد، ويحصل على نسبة 5% من قيمة اشتراك جميع المشتركين الباقين، والطريقة الثانية هي إتمام المهمات اليومية، وتشمل مشاهدة وتنزيل مجموعة فيديوهات على قنوات يوتيوب أو صفحات فيسبوك".

تورط شركة محمول كبرى

وأضاف الحديدي أن التطبيق كان يديره 5 مديرين، أسماؤهم (مايا، جيسيكا، سيمون، اليسا، آدم)، وخمن أن جميع هذه الأسماء مستعارة وليست حقيقية، وادعى البعض أنهم أجانب ولكن لا أحد يعلم حقيقتهم حتى الآن، موضحا أن جميع التحويلات من وإلى التطبيق كانت تتم عبر المحافظ الإلكترونية بشركة محمول كبرى، وكان لكل وكيل عدد كبير من المحافظ وصل عددها إلى 50 محفظة بحوزة وكيل واحد فقط، وكل محفظة يبلغ الحد الأقصى للتحويل اليومي بها 6 آلاف جنيه، و50 ألف جنيه شهريا، ولأن عدد عملاء الشركة كبير جدا، أتاحت الشركة للوكلاء عدد كبير من المحافظ لاستخدامها، موضحا أن الشركة كان لها 28 وكيلا في شتى أنحاء الجمهورية، يستقبلون الأموال ويحولونها للمديرين. 

وكشف المحامي محمد العزالي، أن متوسط عدد المشتركين وفقا لبوست نشره مديري التطبيق داخل جروب خاص بهم، أنهم ذكروا أن البرنامج ضم 6 ملايين مشترك، وبالتالي فإن إجمالي المبالغ الخاصة بهم تتراوح ما بين 3 و5 مليارات جنيه، موضحا أن أعلى مشترك يعرفه دخل بمبلغ إجمالي قيمته 220 ألف جنيه، وأن كثير من المشتركين بالتطبيق أخذوا قروض من بنوك أو باعوا بعض ممتلكاتهم للاشتراك في التطبيق، وبعض السيدات اشتركت في التطبيق دون علم زوجها ومن الممكن أن يطلق عددا كبيرا من هذه السيدات فور علم أزواجهن. 

اسماء وهمية

وتابع: "لم نتأكد أن المؤسسين مصريين، لكن جميع الأرقام المستخدمة هي أرقام مصرية، سواء التي كانوا يتواصلون عن طريقها مع الوكلاء والمشتركين أو عن طريق التحويلات المالية، ولا ندري حتى الآن إذا كانت الأرقام المستخدمة مسجلة بأسماء هؤلاء الأشخاص فعلا، أم أنها مسجلة بأسماء أشخاص آخرين".

وعن ملكية التطبيق وتكنولوجيا تأسيسه، كشف العزالي أنه أرسل رابط التطبيق إلى مبرمج قبل إغلاقه، وأكد له الأخير التصميم وطريقة العرض والأدوات المستخدمة بدائية، وغير متقدمة. 

واتهم محامي بعض الضحايا، إحدى شركات المحمول بتسهيل حصول بعض الوكلاء والأشخاص على خطوط محمول بأسماء آخرين، وعمل محافظ إلكترونية بأسماء بعض عملاء الشركة دون علمهم، تحت تصرف الوكلاء ومديري التطبيق، وهو ما يخالف لوائح الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، مؤكدا أنه وارد جدا أن يفاجئ 5 أو 6 آلاف مواطن باتهامهم في القضية، وهم لا ناقة لهم ولا جمل، والسبب الوحيد أن بعض ممثلي خدمة العملاء بالشركة استخرجوا خطوط محمول ومحافظ إلكترونية بأسمائهم. 

تسهيل الإيقاع بالمواطنين

وتابع: "لدي تسجيلات تفيد بأن الشركة كانت تشتري كل محفظة إلكترونية بهذه الشركة بمبلغ 1000 جنيه، وتدفع لمالك المحفظة 60 ألف جنيه شهريا مقابل حق استخدامها واستقبال وتحويل الأموال منها وإليها"، وأردف: "لدي تسجيل لوكيل واحد حصل على 800 محفظة إلكترونية وحصل مقابلهم على 800 ألف جنيه، وجميعها ممارسات تشير لتورط شركة المحمول هذه في تسهيل الإيقاع بالمواطنين". 

تهريب الاموال لشراء عملات رقمية

أما عن سبب اختيار شركة المحمول هذه دون غيرها، قال محامي الضحايا، إن الطريقة الوحيدة لشراء عملات رقمية داخل مصر هي عبر استخدام المحفظة الإلكترونية لهذه الشركة دون غيرها، وبالتالي استخدمها مديري التطبيق في تهريب الأموال التي جمعوها من المواطنين إلى الخارج في صورة عملات رقمية، عبر استخدام المحفظة الإلكترونية لإحدى شركات المحمول، وهي المحفظة الوحيدة المتاح استخدامها في شراء العملات الرقمية في مصر. 

وعن الموقف القانوني الحالي للمتضررين، قال بعض الضحايا، إنهم حرروا محاضر في مركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ ضد شخص معروف بين مشتركي التطبيق باسم خالد المصري، لكن اسمه الحقيقي كمال عبدالفتاح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق